وردةً حمراء
أرجو أن لا يأخذكم العنوان إلى عالم الحب
فالوردة الحمراء في عالمنا ارتبطت إرتباطا
وثيقا بالعشق و الحب و الغرام
لا تذهبوا بأفكاركم إلى هناك
فلم أقع في الحب بعد
و لم يهديني أحدهم وردة قط
و بالمناسبة أن كنتم تودون
أن تهدوني وردةً
تعبروا فيها عن حبكم الصادق
فأرجوكم أهدوني
وردة خظراء
لان الأخظرالمريح الهادئ المسلام
هو لون الحب و ليس الأحمر المشع.
قصة الوردة الحمراء هي كالتالي
في آخر ساعات نهار ذلك اليوم
الذي بدى و كأنه يوم جميل
بكل ما فيه من روعة البحر
و لطافة الجو
و سعادة غامرة كانت للتو
حتى عكر صفوها ذلك الموقف
الحزين بسيناريوه
و المظحك بحواره
و المغيظ بحبكته.
لقد كانت لي جولة مع الكاميرا
في إحدى المدن الساحلية
التقط بها كل ما أراه جميلا بنظري.
كنت التقط للبحر صورا طوال اليوم
و أمشي في ذلك الشارع الطويل
الذي يغص بالبشر و أقتنص لقطات للكل.
حتى حسبت بالفعل
أن لا أحد هنا سواي و كاميرتي
صديقتي الصدوقة في الحل و الترحال.
خطوة للأمام جك جك أتقدم قليلا جك جك
منظرا جميل يستحق التصوير جك جك.
هكذا كنت أقضي يومي
في جميع سفراتي و رحلاتي
أصور كل ما حولي
حتى سببت لي تلك العادة مشكلة.
كنت أمشي و ألتقط صورا
و فجأة شاهدت روزة حمراء جميلة تحيني
و ترجوني أن التقط لها صورة
تسحر بها كل من يراها
لم أشأ أن أحطم قلبها الرقيق بالرفض
فوافقت من غير تردد على الفور.
طلبت منها أن تبتسم
و وظعت يدي على زر التصوير
و ظغطتمرسلة إشارة بالإلتقاط
حتى خرج ذلك الصوت
للتأكيد على التقاط ما أريد
و ما أن أنتهت العملية بسلام في غضون ثانتين
حتى أطلت علينا ( انا و كيمرتي )
سيدة من فوق الوردة
لا أقصد أنها خرجت من الوردة الجملية
بل خرجت
من الشباك المرتكز خلف الوردة.
أخرجت رأسها منه
و كأنها الساحرة التي تطير على المكنسة
و كانت غاظبة كل الغظب
و باتت تتفهوة بكلمات
لم أفقه معناها
و تشير على حديقة منزلها
لحظة !! أية حديقة تلك؟
كنت في الشارع التقط صورا
كيف لي أن أكون قريبة جدا
من حديقة أحدهم !!!
يجدر بي الآن الإفصاح
عن الإكتشاف الذي أكتشفته
فالوردة الحمراء هي جزء لا يتجزا
من حديقة السيدة العجوز الشمطاء
إذ أنها تطل علئ الشارع
و كالعادة
أسوار منازل تلك المدينة
تكاد ترى بالعين المجردة
و لم أعلم أن تلك المزروعات
لحديقة المنزل و إني أتجه لها
و التقط صورة للوردة المسكينة
من خلف سور عجوزنا
نعود مجددا لذلك المشهد
تخيلوا معي ذلك الموقف
و كانه أحد مشاهد
أفلام الرعب الثلاثية الإبعاد
التي تعيشوا معها تفاصيل التفاصيل
ظلام دامس
صوت مخفيف في الخلفية
برق و رعد
تخرج العجوز و هي غاظبة
تصرخ بكلمات و طلامس غير مفهومة
أنظر اليها
و وجهي يتلون من الخوف
ودقات قلبي تتسارع
و رجلاي ترجفان
تسألني: لماذا تصورين
ستقولون لي كيف عرفت أنها هذا ما تعنيه
سأجيب قائلة
إحساس الخوف ترجم لي ما
كانت تتفوه به تلك العجوز الشريرة
من طلاسم
أشرت إلى الوردة التي كنت
قد إلتقطت لها صورة
حركت يدها لماذا تصورين
أشرت مرة آخرى للوردة
ثم باتت تتحرطم و تتفوه بكلمات
أشك أنها مسبات
رحت راكظة بعيدا
نصفي خائف و نصفي الآخر
يضحك على الموقف العجيب
الذي تعرضت له
وما إن وصلت إلى عائلتي
التي كانت على بعد نصف كيلو مني
و أشك أنهم لن يتوقعوا ما حدث لي
لو أخرجت العجوز عصاها السحرية
لتحوليني إلى ما تريد
ونعود ما إن وصلت حتى قصصت
لهم قصة الرعب تلك
التي كانت في مغارة الرعب
كان البعض مستغرب
و أما البعض الآخر
فقد أعترضت وجهه إبتسامة
ثم أنفجرت منه قهقهات فتاكة
كادت أن تحوليني قراندايزر في زمانه
لإلقن من أمامي درسا لن ينساه مهما حيا
أكان الموقف يستدعي
تلك القهقهات الفضيعة !!!
التي أثرت في قلبي
نسيت أن أشير أن تلك الظحكات التي تعالت
كانت عبر أخي و شقيقي العزيز
عندما سألته لماذا تضحك ؟!!!
رد قائلا بكل برود:
كنت قد مررت بجانبك
و أنتي تلتقطين صور لتلك الحديقة
التي كانت واضحة للعيان
أنها حديقة إحدى المنازل
فقد دعيت ربي من قلبي
أن يخرج أحدهم من ذلك المنزل
ليلقنك درساً
و لا تعاودين مرة آخرى
التصوير من غير إذن
كان وجهي هكذا بالظبط
بؤبؤا إتسع من الصدمة و فم مفتوح
ظحكت بعدها كالمجنونة و طلبت من أخي
أن يدعوا لي دوما
فشكرا لك عزيزي
لم أكتب ذلك الموقف
الذي تعرضت له عبثاً
هذه تجربة تطفل
و فظول تصويري فوتوغرافي
كادت أن تكون عواقبها وخيمه
لذلك
نقلتها لكم
لتأخذوا حذركم
فالعجوز الشمطاء في الجوار
كونوا حذرين
